وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١)
____________________________________
ظلموا أنفسهم بالعناد ، الله لا يوصلهم إلى مطلبهم ، لأن الهداية قد تكون بمعنى إراءة الطريق نحو (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) (١) أي أريناهم الطريق ، وقد تكون بمعنى الإيصال إلى المطلوب نحو (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) (٢) أي لا توصلهم إلى المطلوب ، وإلا فالهداية بإراءة الطريق كانت من شأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ... وإذا لم يوصلهم الله إلى مطلبهم خسروا الدنيا والآخرة.
[١٢] ثم إن هؤلاء الكفار بالإضافة إلى كفرهم بالله ، وبالرسول ، وبالقرآن ، أخذوا يستهزئون بالمؤمنين (وَ) ذلك بأن (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا) أي قالوا عنهم ، وكأنه جاء «باللام» مرة دلالة على أنهم قالوا في حضور المؤمنين وب «سبقوا» غائبا ، مرة دلالة على أنهم قالوا في غيبة المؤمنين ، للدلالة على أن الكفار كانوا يقولون ذلك في كل حال (لَوْ كانَ) الإيمان والقرآن (خَيْراً ما سَبَقُونا) أي لم يسبقنا المؤمنون بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، (إِلَيْهِ) إلى الإيمان والقرآن ، وذلك لأننا أكثر عقلا منهم ، فلو كان خيرا لكنا نحن السابقين (وَ) سبب قولهم هذا هو أنهم (إِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ) ولم يسلكوا سبيل الهداية (فَسَيَقُولُونَ) للترفيه عن أنفسهم إنه ليس بخير بل (هذا) القرآن وما جاءه الرسول (إِفْكٌ) كذب (قَدِيمٌ) كما في آية أخرى (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها) (٣) فهم لم يقبلوا عنادا ، واستهزءوا بالمؤمنين ، وقالوا إنه ليس بخير ،
__________________
(١) فصلت : ١٨.
(٢) القصص : ٥٧.
(٣) الفرقان : ٦.