وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (١٢)
____________________________________
وإنما هو كذب سابق ، وكل قولهم وعملهم هراء وبدون حجة ، وإنما هو كلام المستكبرين والمعاندين ، فإن رمي كل حق بأنه ليس بخير ، وأن المؤمنين به لا عقل لهم ، وإنه إفك قديم ، سهل ، لكن الإتيان بالدليل على ذلك غير ممكن ، ولذا قالوا في المثل «ما أسهل كيل التهم وأصعب إقامة الأدلة عليها».
[١٣] (وَ) كيف يكون هذا إفك والحال أن (مِنْ قَبْلِهِ) قبل القرآن (كِتابُ مُوسى) عليهالسلام التوراة تشتمل على ما يشتمل عليه هذا القرآن ، في حال كونه (إِماماً) يقتدي به الناس ، فهل من يقتدي بكتاب موسى عليهالسلام لا عقل له؟ (وَرَحْمَةً) لرحم البشر ، والكذب ضد الرحم ، فقولهم «ليس بخير» و «إفك» جوابهم أنه ككتاب موسى عليهالسلام فهو «إمام» و «رحمة» (وَهذا) القرآن (كِتابٌ مُصَدِّقٌ) لما في كتاب موسى عليهالسلام من أصول الدين والأخلاق ، ونحوهما ولكن مع فارق ، فالتوراة كان لسانا عبريا ، والقرآن (لِساناً عَرَبِيًّا) وإنما أنزل (لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) إنذارا بخسران دينهم ودنياهم (وَ) ليكون (بُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ) للذين أحسنوا بالإيمان به وباتباعه ، بأن لهم خير الدنيا والآخرة ، أما أن القرآن لم نزل على لغة العرب؟ فيرده أنه بأية لغة نزلت كان موضع هذا التساؤل؟ ولو قيل لماذا لم ينزل بكل لغة؟ فجوابه أن كونه بلغة واحدة أحسن لأنها تصبح لغة واحدة لكل البشر يتفاهمون بها بالإضافة إلى لغاتهم الخاصة بهم.
[١٤] وحيث عرفتم أيها المؤمنون خير ما تمسكتم به ، وعرفتم بطلان حجج الكفار ، فلا يستفزنكم أذاهم واستهزائهم لكم ، وكونوا مستقيمين في