الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (٢) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ
____________________________________
[٢] (الَّذِينَ كَفَرُوا) بإنكار الله أو التشريك معه وإنكار أنبيائه وأوصيائهم وإنكار المعاد (وَصَدُّوا) منعوا (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن طريقه بمنع الناس عن الهداية ، فهم أجرموا مرة بكفرهم ومرة بمنع الآخرين عن الإيمان (أَضَلَ) الله أي أحبط (أَعْمالَهُمْ) التي كانوا يظنون أنها تنفعهم كالصدقة وإقراء الضيف ونحوهما.
[٣] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الصفات الصالحة ، فإن الإيمان بدون العمل الصالح لا ينجي كما أن العمل الصالح بدون الإيمان لا ينفع وحيث انه كان مورد توهم أن يقول أهل الكتاب نحن أيضا مؤمنون عاملون بالصالحات ، خصص تعالى بقوله (وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن الواضح أن الإيمان بالقرآن يلازم الإيمان برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نفسه (وَهُوَ) أي ما أنزل على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (الْحَقُ) النازل (مِنْ رَبِّهِمْ) من رب المؤمنين (كَفَّرَ) الله ، أي ستر وأبطل (عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) السابقة على إيمانهم (وَأَصْلَحَ) الله (بالَهُمْ) أي حالهم وشأنهم بأن وفقهم وهداهم لأن ينظموا أمورهم بحيث يكون حالهم في الدنيا والآخرة حسنا ، فإن العمل بمنهاج الإسلام يصلح شؤون الإنسان.
[٤] (ذلِكَ) الذي تقدم من ضلال أعمال الكفار ، وكفران سيئات المؤمنين وإصلاح أمرهم بسبب أن (الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ) والباطل