وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (٣) فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها
____________________________________
كالمرض يبطل أثر الأطعمة الطيبة ويفسد الأعضاء الصحيحة (وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَ) والإنسان الصحيح الجسم حتى إذا أصاب جسمه مرض طفيف دفعه الجسم واستعاد صحته ، فالسيئة مكفّرة في المؤمن (مِنْ رَبِّهِمْ) تأكيد لبطلان قولهم أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء بالقرآن من عند نفسه (كَذلِكَ) الذي ذكر من أن الكفار اتبعوا الباطل ، وأن المؤمنين اتبعوا الحق (يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) أي الأمثال النافعة لهم ، فالحق مثل المؤمن والباطل مثل الكافر.
[٥] وإذ ظهر أن الكفار معاندون (فَإِذا لَقِيتُمُ) أيها المؤمنون (الَّذِينَ كَفَرُوا) في حالة الحرب (فَضَرْبَ الرِّقابِ) اضربوا رقابهم ضربا واقتلوهم (حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ) أي أكثرتم من قتلهم والجرح فيهم ، حتى استسلموا ، يقال فلان مثخن أي ثقيل للحمل الذي عليه ، وجماعة الكفار إذا كثر فيهم القتل والجرح ، يكونون كالإنسان الثقيل الذي لا يتمكن من الحركة والقتال (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) الوثاق ما يوثق به من الحبل ونحوه أي شدوهم بالوثاق ، كناية عن أسرهم ، وبعد ذلك (فَإِمَّا) تمنون عليهم (مَنًّا بَعْدُ) بإطلاق سراحهم بدون أخذ الفدية (وَإِمَّا) تفدون وتأخذون منهم (فِداءً) مقابل إطلاق سراحهم ، وإنما تفعلون ذلك (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) الوزر الثقل ، أي أثقالها ،