ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦)
____________________________________
فإن للحرب أثقالا كالسلاح ونحوها ، وإضافتها إلى الحرب مجازية ، وظاهر الآية أن المراد بالإثخان وشد الوثاق إنما هو لأجل انتهاء الحرب ، وكأنه جواب سؤال مقدر هو لماذا قتل الناس ولماذا أسرهم؟ والجواب حتى لا تكون حربا (ذلِكَ) الذي ذكرناه هو التكليف (وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ) لغلب المسلمين على الكفار بدون القتال ، لأنه سبحانه قادر على كل شيء (وَلكِنْ) لم يستأصل الكفار ولم يبدهم (لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) يمتحن المؤمنين بقتالهم فيثيبهم الجنة ، والكافرين بقتالهم للمؤمنين فيجزيهم بالنار (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) فلا تظنوا أنه تلف وذهب ، كما هو ظن الذين لا يعتقدون باليوم الآخر ، ولذا يفرون من الجهاد (فَلَنْ يُضِلَ) الله ، ولن يضيع (أَعْمالَهُمْ) الصالحة ، فهم أحياء ويرون جزاء أعمالهم الحسنة.
[٦] (سَيَهْدِيهِمْ) الله ، إلى الجنة ، وإنما جاء «بالسين» لأن الجنة بعد البرزخ (وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) أي شأنهم في البرزخ ، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
[٧] (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ) في حال كونه سبحانه (عَرَّفَها لَهُمْ) قبل ذلك ، ومن المعلوم أن ترقب الخير يوجب سرور النفس.
[٨] ولا يظن المؤمنون أنهم إذا حضروا القتال بالأهبة والاستعداد يتركهم