كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ
____________________________________
كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الأمم الذين كذبوا أنبياء الله عليهمالسلام فقد (دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ) أبادهم وأفناهم ، وآثارهم موجودة ، كما في اليمن من آثار قوم عاد ، وفي قرب الشام من آثار قوم لوط ، إلى غيرهما من سائر الآثار للأمم البائدة ، ولو لم يكونوا بائدين ، لبقيت مدنهم وأحفادهم ، لكنهم سادوا ، فعصوا ، فبادوا (وَلِلْكافِرِينَ) بك يا رسول الله (أَمْثالُها) أمثال تلك العقابات التي أنزلت بالأمم السابقة.
[١٢] وإنما نصر الله المؤمنين وأباد الكافرين (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) وليّهم (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) حتى يدفع عنهم العذاب ، بل المولى الحقيقي لهم وهو الله عدوهم ومعذبهم.
[١٣] وحيث (إِنَّ اللهَ) مولى المؤمنين فإنه (يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ) الجنة الحديقة سميت جنة لاستتار أرضها بالأشجار (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت أشجارها ، وهذا جزاء إيمانهم وعملهم الصالح (وَ) أما (الَّذِينَ كَفَرُوا) فلا عقيدة لهم ولا عمل صالح بل (يَتَمَتَّعُونَ) في الدنيا بلا ملاحظة الهدف وبدون جعل دنياهم وسيلة أخرتهم فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع (وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ) بلا ملاحظة قبل الأكل ولا ملاحظة بعد الأكل ، فإنهم يأكلون ما يحصلونه من حلال أو حرام ولا يلاحظون في أكلهم هدف