وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (١٣) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤)
____________________________________
الطاعة والعبادة ، تشبيها بالأنعام التي لا تلاحظ شيئا بخلاف العاقل الذي يلاحظ ألا يكون المال سرقة ونحوها قبلا وألا يكون ضارا بعد الأكل (وَ) حيث أنهم لم يلاحظوا الهدف ف (النَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) أي مرجعهم ومنزلهم.
[١٤] (وَ) إذا ترى يا رسول الله أن أهل مكة أخرجوك بأن أجبروك على الهروب فلا تحزن فإنا سننتقم منهم إذ (كَأَيِّنْ) أي كثير (مِنْ قَرْيَةٍ) مدينة ، فإن القرية تطلق على كل مدينة (هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ) من حيث المال والسلاح والرجال والعمران (الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ) بأنواع العذاب لما أخرجوا أنبيائهم وعتوا عن أمرنا (فَلا ناصِرَ لَهُمْ) حين أخرجوا أنبيائهم ، حتى يدفع عنهم العذاب.
[١٥] كما أن اللازم ألا يغتم المؤمنين الذين أخرجهم أهل مكة فإنهم على بينة من ربهم وهذا أكبر تسلي لهم (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ) حجة واضحة في عقيدته وفي سلوكه (مِنْ رَبِّهِ) فإن الحجة إذا كانت من قبله سبحانه كانت قطعية الفائدة والصحة (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) زينه الشيطان والهوى له ، وإن كان عقله يدل على بطلانه مثل كفار مكة الذين أخرجوا المؤمنين (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ)؟ ليس يتساوى هذا بذاك فلا يحزن المؤمنون لما أصابهم بعد أن علموا أنهم على حق وأن أعدائهم على باطل.