فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٨) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ
____________________________________
فيه كثيرون ، إذ المعنى ، إنه ليس محلّا للريب ، كما قال سبحانه ، بالنسبة إلى القرآن (لا رَيْبَ فِيهِ) (١) وكما تقول «لا ريب في نور الشمس» وإن أنكره السوفسطائيون (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ) وهم المؤمنون المطيعون (وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) أي النار المستعرة الملتهبة ، وهم الكفار والعصاة ، فتنذرهم ، بأن لا يتمادوا في الكفر والعصيان ، حتى يكونوا من أصحاب السعير.
[٩] (وَلَوْ شاءَ اللهُ) أن يجبر الناس على دين واحد (لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً) ولكن هذا نقض للغرض ، فإن الغرض من الخلقة التكليف ، حتى يترتب عليه الثواب والعقاب ، ولو كان الناس مجبورين ، لكانوا كالأحجار والنبات في الفعل (وَلكِنْ) خيّرهم ، وأعطى الزمام بأيديهم ، ل (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ) ممن آمن وعمل صالحا (فِي رَحْمَتِهِ) بالسعادة في الدنيا ، والجنة في الآخرة (وَالظَّالِمُونَ) الذين اختاروا الكفر والعصيان (ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍ) يواليهم ويلي أمورهم (وَلا نَصِيرٍ) ينصرهم.
[١٠] (أَمِ) منقطعة ، بمعنى «بل» أي أن الكفار ضربوا عن عبادة الله وولايته ، و (اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) هي الأصنام التي والاها الكفار (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُ) وإنما الأصنام أحجار لا تضر ولا تنفع ، فهي
__________________
(١) البقرة : ٣.