وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٩) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (١٠) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ
____________________________________
لا توالي أحدا ولا تنفع ولاية الناس لها (وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى) فمبعث الخلق بيده ، لا بيد غيره ، ويلزم من ذلك ، أن يخاف الناس عقابه ، حيث إن بيده الحكم (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) من الإحياء والإماتة والرزق ، وغيرها ، بخلاف الأصنام ، التي لا تقدر على شيء ، واتخاذ القادر وليا أولى من اتخاذ العاجز.
[١١] أما هذه الاختلافات التي حدثت بين الناس ، فالحكم الوحيد فيها هو الله تعالى ، إذ هو المطلع على الصدق والكذب والحقيقة والزيف (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ) الضمير عائد إلى «ما» أي كل شيء اختلفتم فيه (فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ) وهو الحكم العالم الذي يحق له الحكم ، أما من سواه ، فبين جاهل ، وبين ما لا يحق له الحكم ، وإن كان عالما ، إذ الفصل في القضايا ونفوذها أمر يحتاج إلى السلطة ، ولا سلطة إلى له سبحانه (ذلِكُمُ) «ذا» إشارها ، و «كم» خطاب (اللهُ رَبِّي) أي أن الذي يحكم بين المختلفين هو ربي ، لا الأصنام العابرة الجاهلة (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) في مهامي (وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) أي أرجع في جميع أموري ، أو المعنى ، أتوب إليه.
[١٢] ثم وصف سبحانه بأنه (فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي خالقهما ومبدعهما ، من فطر بمعنى خلق ، وهو الذي (جَعَلَ لَكُمْ) أيها البشر