مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ
____________________________________
(مِنْ أَنْفُسِكُمْ) أي من جنس نفوسكم (أَزْواجاً) ليسكن الإنسان إليها ، فإن «كل جنس لجنسه يألف» ولا يقال فكيف تكون في الآخرة زوجة الإنسان حورية؟ إذ هناك يلطف الإنسان ، حتى يكون كالملك فيتجانسان (وَ) جعل (مِنَ الْأَنْعامِ) الإبل والبقر والغنم (أَزْواجاً) ذكرا وأنثى ، لتكميل المنافع والنتاج ، لبقاء النسل ، فمن يا ترى جعل كل ذلك؟ (يَذْرَؤُكُمْ) ذرأ ، بمعنى أوجد ، أي يخلقكم ـ أنتم والأنعام ـ (فِيهِ) أي في هذا الجعل ، فإن امتداد نسل الإنسان والحيوان ، إنما هو بجعل الأزواج ، ولذا ينقطع من لا زوج له (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) من الأصنام وغيرها من سائر المعبودات ، والكاف إما زائدة لتأكيد النفي ـ كما هو شأن الزوائد غالبا ـ أي ليس مثله شيء ، قطعا ، أو هذا مبالغة ، فإن الشيء إذا لم يكن لما يشابهه مثل ، لم يكن له مثل بطريق أولى ، مع أنه سبحانه لا يشابه أحدا ، فهو غير منقطع عن خلقه (وَهُوَ السَّمِيعُ) للمسموعات (الْبَصِيرُ) للمبصرات ، فهو غير منقطع عن خلقه ، فقد أحاطهم علما وإدراكا.
[١٣] (لَهُ) سبحانه (مَقالِيدُ) جمع مقلاد وهو المفتاح (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فإن مفتاح الصحة والمرض ، والغنى والفقر ، والحياة والموت ، والإيجاد والإعدام ، وغيرها ... ، بيده ، وهذا من باب التشبيه ، فإن من بيده المفتاح يكون مسيطرا على الخزينة التي منها العطاء والمنح (يَبْسُطُ الرِّزْقَ) أي يوسعه (لِمَنْ يَشاءُ) من عباده