رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ
____________________________________
رَبِّهِمْ) وهذه لذة معنوية حيث يعلمون أن الله غفر لهم ورضي عنهم ، فهل هذه النعم التي حصل عليها المؤمنون تتساوى مع ما حصل عليها الكفار من النار والماء الحار؟ وهل هؤلاء المؤمنون (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) لهم حرق النار ، وحزن أنهم يعلمون أنهم خالدون (وَ) إذا عطشوا وطلبوا الماء (سُقُوا ماءً حَمِيماً) أي حارا (فَقَطَّعَ) ذلك الماء من فرط الحرارة (أَمْعاءَهُمْ)؟ والآية ، وإن كان مساقها في المؤمنين والكافرين من أهل مكة ، كما ذكرنا ، إلى أنها عامة لكل مؤمن وكافر ـ كما هو واضح ـ.
[١٧] (وَ) إذا تبين أهوال الكفار في الآخرة فليعلم المنافقون الذين ظاهرهم معك يا رسول الله وباطنهم على خلافك ، أنهم أيضا لهم مصير الكفار ، وعلامتهم أنهم لا يعون كلامك ولا يهتمون بأمرك فإن (مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) بعد أن يحضر مجلسك في ضمن المؤمنين ، لكن ليس قلبه عندك (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) من المؤمنين ، حيث أن المؤمنين وعوا كلامك وتعلموا أوامرك (ما ذا قالَ) النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (آنِفاً) أي قبل قليل في أول وقت يقرب منا ، من استأنف الشيء إذا ابتدأ به ، كأنه عند أنفه (أُولئِكَ) المنافقون الذين هذه صفتهم هم (الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) فإنهم بعنادهم حصلوا