وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (١٧) فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها
____________________________________
على حالة في قلوبهم ، تمنعهم عن وعي كلام الرسول ، فصارت ملكة لهم ، والنسبة إلى الله ، لأن الله سبحانه جعل هذه الملكة عقيب تكرار اللامبالاة ، كما جعل العدالة عقيب تكرار الكف عن المحرمات (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) في الباطل ولم يتبعوا الحق ، فهؤلاء المنافقون حالهم حال الكفار الذين تقدم أنهم اتبعوا أهوائهم فهم مثلهم في العقاب ، وإيمانهم الظاهري لا ينفعهم.
[١٨] (وَ) بالعكس من المنافقين الذين يزدادون غيّا ، إذ كل مرة ينصرفون عن كلام الرسول وأوامره تزداد غشاوة قلوبهم سمكا ، كما في سائر الملكات التي تتقوى بالتكرار والممارسة (الَّذِينَ اهْتَدَوْا) حقيقة من المؤمنين (زادَهُمْ) الله (هُدىً) بكلمات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ تتقوى ملكة الإيمان في قلوبهم (وَآتاهُمْ) أعطاهم الله (تَقْواهُمْ) اللائقة بهم ، إذ ترفع درجات التقوى في نفس الإنسان المؤمن حتى تصل إلى غايتها الممكنة.
[١٩] فليرجع المنافقون عن غيهم قبل مجيء يوم القيامة وإلا ندموا على ما فعلوا إذا رأوا العذاب (فَهَلْ يَنْظُرُونَ) أي المنافقون إلى شيء (إِلَّا السَّاعَةَ) كناية عن أنهم لا يؤمنون حقيقة ولو جاءهم كل آية (أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) أي فجأة بدون استعداد سابق ، لكن إذا كان المنافقون ينتظرون الساعة ، فليعلموا أنها قريبة إذ قد (جاءَ أَشْراطُها) علاماتها التي منها بعثة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وانشقاق القمر ، فالمدة من زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم