فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (٢٧) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٢٨)
____________________________________
الكفار أولا حتى حصل الانحراف أخيرا ، وفي هذا تهديدهم وتنبيه للآخرين أن لا يتخذوا الكفار أولياء ، إذ الكافر بالآخرة يحرّف المسلم.
[٢٨] هذا حالهم في الدنيا فضيحة وانحراف (فَكَيْفَ) بهم في الآخرة (إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ) آخذين أرواحهم في حال كون الملائكة (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) ضرب الوجه لتوجههم إلى الكفار وضرب الدبر لاستدبارهم الحق والمؤمنين.
[٢٩] وإنما صار (ذلِكَ) حالهم عند الموت بسبب أنهم (اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ) من ترك أوامره (وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ) كرهوا رضى الله (فَأَحْبَطَ) أبطل الله (أَعْمالَهُمْ) الصالحة والتسلسل الطبيعي ، أنهم اتبعوا ما أسخط الله فذهبوا إلى المنافقين ، فارتدوا ، فخربت دنياهم وآخرتهم ، وأسلوب القرآن ، كأسلوب الكون في جمع المختلف ، حيث كان القصد جمال الكون ، فماء إلى جنب شجر ، إلى جنب حيوان إلى آخره ، وكذلك فعل الله سبحانه في كتابه التكويني وذلك لشحذ الذهن ، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في كتاب «حول القرآن الحكيم».
[٣٠] ثم ليعلم هؤلاء المنافقون أن نفاقهم لحفظ ماء وجههم عند كلا الجانبين يعود عليهم بأكبر الضرر حيث إن الكفار لا يعتمدون عليهم ،