فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ
____________________________________
إلى رأس الخنصر ، وكما يستفاد من روايتين ذكرهما الفيض «رحمهالله» في الصافي ، ويد الله كناية ، مثل بيت الله وناقة الله (فَمَنْ نَكَثَ) نقض البيعة (فَإِنَّما يَنْكُثُ) بما يعود ضرره (عَلى نَفْسِهِ) لأنه إذا لم يتبع سبيل الله اتبع السبل المنحرفة التي في سلوكها الضلال والعذاب (وَمَنْ أَوْفى) أي وفى ، كلاهما بمعنى واحد كما قال سبحانه (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (١) وهل فائدة باب الأفعال الدلالة على كمال الوفاء تأكيدا له (بِما) أي بالذي (عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ) الله في الدنيا والآخرة (أَجْراً عَظِيماً) والسين لأجل أن الحصول على الفوائد الدنيوية لا يكون إلا متأخرا ، وقد ورد أن هذه الآية نزلت في بيعة الرضوان عام الحديبية ، وقد كان تخلف عن رسول الله في سفره إليها قبائل أسلم وجهينة ومزينة وغفار وغيرهم فإنهم بعد أن استنفرهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم اعتلّوا بالشغل بأموالهم وأهليهم ، فنزلت فيهم هذه الآية (٢).
[١٢] (سَيَقُولُ لَكَ) يا رسول الله (الْمُخَلَّفُونَ) كأن ضعف إيمانهم سبب مخالفتهم ، ولذا جيء بصيغة المفعول ، مثل (أُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) بصيغة المجهول (مِنَ الْأَعْرابِ) وهم أهل البادية ، ولا يسمى أهل
__________________
(١) المائدة : ٢.
(٢) راجع مجمع البيان : ج ٩ ص ١٩٠.