لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
____________________________________
[١٠] وإنما أرسلنا الرسول (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) لأنه الدال إلى الله وإلى رسوله (وَتُعَزِّرُوهُ) تقووه بالنصرة وذلك بتقوية دينه ونصرة أحكامه (وَتُوَقِّرُوهُ) تعظموه (وَتُسَبِّحُوهُ) تنزهوه عن الشريك وعن المناقص (بُكْرَةً) صباحا (وَأَصِيلاً) عصرا.
[١١] وإذ عرف المسلمون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حق المعرفة فاللازم أن يعرفوا أن بيعتهم له لازمة عليهم ، لأن بيعته بيعة لله تعالى ، فإذا نكث الإنسان بيعته ، فبالإضافة إلى أنه خان الله ورسوله ، كان ضارا لنفسه ، إذ فائدة البيعة تعود إلى نفس المؤمن (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) يا رسول الله (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) إذ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ممثل لله تعالى (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) فقد كان أسلوب البيعة أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يرفع يده ممدودة باطنها إلى الأرض وظاهرها إلى السماء ، فيأتي المبايع فيمر باطن كفه بكف الرسول مبتدأ من رأس الخنصر منتهيا إلى رأس إبهام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذه هي كيفية البيعة ، وهي رمز أن البائع قد باع كل شيء له من نفس ومال وغيرهما ، للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال سبحانه (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (١) وإتيان الصيغة بباب المفاعلة ، لأنه باع ما عنده ليأخذ بقدره من الجنة ، فالبيع من الطرفين ، وإذا أراد شخص نقض البيعة مع أمير أو ما أشبه ، كان يمر بيده من رأس الإبهام
__________________
(١) التوبة : ١١١.