وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (٦) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (٧) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨)
____________________________________
المؤمنون ، دائر عليهم وحائق بهم ، وسميت دائرة ، من دوران الفلك ، فقد دارت دائرة سيئة بالنسبة إليهم ، وقوله سبحانه «عليهم ...» إما إخبار أو ادعاء عليهم (وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) قطعهم عن رحمته (وَلَعَنَهُمْ) أبعدهم عن كل خير ، وذلك لأن الله تعالى لا يتغير حاله ، ولا يعروه غضب ونحوه كما قرر في علم أصول الدين (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) أي أن جهنم موضع سوء يصيرون إليه بعد موتهم.
[٨] (وَ) يؤكد سبحانه للمؤمنين وجوب إقدامهم في الحروب لأجل الإسلام ، كرر سبحانه (لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فالحر والبرد والمطر والريح من جنوده في السماء ، والرعب في القلب والتشتت للشمل ونحوهما من جنوده في الأرض ، إلى غيرهما من جنوده الكثيرة (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) يقدر أن يفعل ما يريد لعزته (حَكِيماً) يضع الأشياء موضعها ، فإذا نصر المؤمنون دينه ، نصرهم.
[٩] ولما ذكر شيء من صفاته سبحانه ، ذكر بعض صفات رسوله ، القائد للمؤمنين ليعلم المؤمنون أن قائدهم صالح لقيادتهم إلى خير الدنيا وسعادة الآخرة (إِنَّا أَرْسَلْناكَ) يا رسول الله (شاهِداً) على الناس لتشهد على المؤمن بالإيمان وعلى الكافر بالكفر وعلى المنافق بالنفاق (وَمُبَشِّراً) تبشر المؤمنين بخير الدنيا والآخرة (وَنَذِيراً) تنذر الكافرين والمنافقين بشر الدنيا والآخرة.