لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ
____________________________________
[٦] وإنما فعل سبحانه ما فعل من النصرة للمؤمنين ، بعد أن أطاعوا أوامره ليزيد ثوابهم فيدخل (الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) لأنهن أيضا كنّ مجاهدات (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت أشجارها ، في حال كونهم (خالِدِينَ فِيها) أبدا (وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) أي يغطيها ويزيلها ، فإن الجهاد سبب غفران الذنب ، كما هو سبب رفع الدرجة في الجنة ، فالمراد بإدخالهم الجنة في أثر الجهاد ، الجنة الرفيعة التي لو لا الجهاد لم يستحقوها (وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً) لأنه منتهى رغبة الإنسان ، أن يكون في لذة دائمة ، ولعل ذكر «عند الله» للإفادة بأنهم في نعمة معنوية أيضا ، لأنهم يلتذون بأنهم قرب الله سبحانه ، قربا معنويا.
[٧] (وَيُعَذِّبَ) عطف على «يدخل» أي أن الله نصر المؤمنين لأمرين :
الأول : لأجل رفعة درجات المؤمنين في الآخرة. والثاني : ليزيد عذاب (الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ) لأنهم بنفاقهم في باب هذه النصرة زاد عذابهم في الآخرة (وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ) لأنهم ببقائهم على الشرك ومحاربتهم للرسول زاد عذابهم (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ) حيث كانوا يظنون أن الله لا ينصر رسوله ، وأنه كذب سبحانه مع رسوله في ما وعده من النصرة (عَلَيْهِمْ) على أولئك المنافقين والكفار (دائِرَةُ السَّوْءِ) أي ما كانوا يظنونه من عدم النصرة ، حتى يسوء