وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً (٣) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤)
____________________________________
يمشي في البلد المفتوح بسيرة حسنة وهي هداية جديدة.
[٤] (وَ) ل (يَنْصُرَكَ اللهُ) فإن الفتح سبب النصرة «وإن كان نفس الفتح أيضا نصرة» (نَصْراً عَزِيزاً) فيه عزة ومنعة فالفتح صار سببا لأربعة أمور ، غفران الذنب ، وتمام النعمة ، والهداية الجديدة ، والنصرة العزيزة.
[٥] وليشكر المؤمنون نعمة الفتح فإن الله (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) الصفة الموجبة للسكون والطمأنينة (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) فإن تهيئة الإنسان للمقدمات توجب إفاضة الله للنتائج ، كما أن تهيئة الزارع للزرع توجب إفاضة الله النبات ، ولما استعد المؤمنون للإطاعة بقتال الأعداء ، ذهب منهم الخوف والاضطراب وصارت لهم الطمأنينة ، مما أوجبت فتحهم السريع (لِيَزْدادُوا إِيماناً) جديدا (مَعَ إِيمانِهِمْ) القديم ، فإن سكون القلب يوجب التفكر حسنا ورؤية الأشياء كما هي الواقع ، فيرون فضل الله عليهم وبذلك يزدادون إيمانا (وَ) لا يزعم المؤمنون أنهم ، بدون فضل الله تمكنوا من الفتح ، بل كان معهم جند الله ، مثل إلقاء الرعب في قلوب الكافرين ، وإنزال السكينة في قلوب المؤمنين ، إذ (لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الجنود المادية والمعنوية (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) يعلم كيف ينصر المسلمين على الكافرين (حَكِيماً) يضع الأشياء موضعها فلما أن هيّأ المسلمون أنفسهم للقتال ، كانت الحكمة تقتضي نصرتهم ، كما أن الأب الحكيم يمدّ ولده بالمال كلما رأى حسن طاعته له.