بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (١٢) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (١٣) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ
____________________________________
[١٣] ثم بين الله سبحانه كذبهم في دعواهم «شغلتنا أموالنا وأهلونا» بقوله (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً) لأن كفار مكة يقتلونهم (وَزُيِّنَ ذلِكَ) الظن (فِي قُلُوبِكُمْ) فإن الإنسان يرتاب أولا ثم يشك ثم يظن ، ثم يقوى ظنه إلى حد أنه الذي يزين له فيصرفه عن العمل بخلاف ذلك (وَ) قد كان الظن باطلا إذ (ظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ) لم يكن يستحق أن يزين في قلوبكم ، إذ ما كنتم تعلمون من خطط النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الحكيمة ، ومن نصرة الله له كان ينبغي أن يصرفكم عن ظنكم (وَكُنْتُمْ) بانصرافكم عن النصر مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (قَوْماً بُوراً) جمع بائر ، أي هالكين ، هلكت دنياكم لأنكم فضحتم ، وآخرتكم لما أعده الله لكم من العقاب.
[١٤] لقد كنتم قوما بورا في الدنيا كما وضح ذلك للجميع (وَ) أما أنكم بور في الآخرة فلوضوح أن (مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) كما ظهر ذلك من تخلفكم عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في الساعة الحرجة (فَإِنَّا أَعْتَدْنا) هيئنا (لِلْكافِرِينَ سَعِيراً) نارا تستعر.
[١٥] (وَ) الله سبحانه قادر على عذابهم إذ (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لا يتمكن الحروب عن إرادته ولكن إذا رجع هؤلاء إلى التوبة والطاعة فلعله سبحانه يغفر لهم إذ هو تعالى (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ