وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٤) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا
____________________________________
وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) وليست مشيئته اعتباطية بل تابعة لعمل الإنسان فيشاء غفران التائب وعذاب المصر (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) يستر ذنب التائب (رَحِيماً) يرحمه بأن يبدل سيئاته حسنات.
[١٦] وإذ بين سبحانه أن عذرهم كان كذبا ، أراد أن يبين أن طلبهم للتوبة والاستغفار أيضا كذب (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ) الذين تخلفوا عن النصر مع الرسول إلى الحديبية (إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى) حرب جديد مما فيه (مَغانِمَ) جمع مغنم بمعنى الغنيمة (لِتَأْخُذُوها ذَرُونا) أي دعونا (نَتَّبِعْكُمْ) فحيث كان الخوف من أهل مكة لم يسافروا مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أما حيث حرب طفيفة ، يريدون الكون معكم ليحصلوا على الغنائم (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ) فإن المسلمين استعدوا لقتال أهل مكة في الحديبية ليعلوا الإسلام ، لكن كان رأيهم خطأ ، إذ ما كان بالإمكان فتح مكة ، مع علم أهلها أن الرسول يريد محاربتهم ، بل أراد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فتحها في حالة غفلتهم لئلا تراق دماء ، وكان كما أراد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من الصلح ، ولما ثقل على المسلمين ، حيث لم يحاربوا ولم يحصلوا على مغانم من أهل مكة ، وعدهم الله أن يعوضهم عن مغانم مكة بمغانم خيبر ، فكانت مغانم خيبر لأهل الحديبية ـ حسب وعد الله سبحانه ـ فإذا تبع المخلفون المسلمين في فتح خيبر كان ذلك تبديلا لكلام الله تعالى ، ولذا ف (قُلْ) يا رسول الله للمخلفين (لَنْ تَتَّبِعُونا) إنشاء في صورة إخبار ، لبيان أنه محقق