كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا
____________________________________
الوقوع (كَذلِكُمْ) أي هكذا و «كم» أداة خطاب (قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ) أي من قبل أن نتهيأ لخيبر ، وهو في الحديبية (فَسَيَقُولُونَ) أي المخلفون (بَلْ تَحْسُدُونَنا) أن نشارككم في الغنائم ، وهذا نفي لكلام المؤمنين حيث قالوا للمخلفين «إن الله وعد الغنائم لأهل حديبية» (بَلْ) ليس كما يقول المخلفون إذ أنهم (كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً) فهم لا يفهموا حتى موازين الدنيا ، فإن من عليه الغرم فله الغنم ، لا أن يكون الخوف والصعوبة للمؤمنين ، ثم يشاركهم المخلفون في الغنائم.
[١٧] (قُلْ) يا رسول الله (لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ) كرر ذكرهم بهذا الاسم مبالغة في ذمهم وإشعارا بشناعة تخلفهم (سَتُدْعَوْنَ إِلى) قتال (قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) حيث يكون فيه الخوف والغنم معا ، فإنكم حيث لم تتحملوا خوف الحديبية لا تأخذون من غنائم خيبر. أما في المستقبل لنا حرب مع قوم أولي بأس شديد ، كأهل مكة «حين نريد فتحها» و «كحرب حنين» و «كحرب الطائف» وغيرها ، فلكم أن تأتوا معنا لتنالوا قسطكم من صعوبة الحرب ، وقسطكم من غنائمها (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) فإما القتال حتى النصر ، أو أن يسلموا بدون قتال ، ولعله إشارة إلى أن أهل مكة استسلموا بدون قتال ، وأن أهل حنين قوتلوا إلى أن انتصر المسلمون (فَإِنْ تُطِيعُوا) باستجابة الذهاب