يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧)
____________________________________
مع المسلمين إلى قتال هؤلاء (يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً) بتوسعة التجارة مع أهل مكة ، وبالغنائم في حنين بالإضافة إلى ثواب الله في الآخرة (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) ولم تحضروا القتال (كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ) في الحديبية (يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) مؤلما لتضاعف جرمكم ، بإصراركم على مخالفة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[١٨] نعم لا يجب حضور الجهاد على الكل فالمتخلف في الحديبية وفي غير الحديبية لا يشمله التهديد والوعيد ف (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ) أي لا نشتد عليه بإلزامه حضور الحرب (وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ) لأنه لا يتمكن من اللحاق بالمجاهدين الماشين ، ولا يقدر على ركوب الفرس ، لعدم وصول رجله إلى الركاب (وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) إذا كان مرضه يمنعه من السير (وَ) إذا أطعتم أيها المخلفون ، في المستقبل إذا دعاكم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الحرب فإن (مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) فلا يذوق حر الصحراء ، لأنه في جنة ، ولا عطش شح الماء ، لأنه عند الأنهار الجارية (وَمَنْ يَتَوَلَ) منكم (يُعَذِّبْهُ) الله (عَذاباً أَلِيماً) مؤلما ، وقد كرر سبحانه التهديد ليكون أبلغ في التخويف وليهيئ نفوسهم لقبول الأوامر.