لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩)
____________________________________
[١٩] ثم جاء الكلام لينقل قصة الحديبية لتكون بشارة للمؤمنين الذين شهدوا الحديبية ، وتعريضا بالمتخلفين لزيادة تحذيرهم عن التخلف ثانية فقال سبحانه (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) كانت في الحديبية شجرة جلس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحتها ، وأخذ البيعة من المسلمين الذين كانوا معه لمحاربة قريش ، حين أشيع بأنهم قتلوا رسول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إليهم ، وهذه البيعة سميت ببيعة الرضوان ، لقوله تعالى «لقد رضي الله» والمراد برضي زيادة الرضا ، لأن الله كان راضيا عنهم قبل ذلك ، أو رضاه ببيعتهم (فَعَلِمَ) الله بسبب بيعتهم (ما فِي قُلُوبِهِمْ) من الإيمان والإخلاص ، والمراد رفع علمه سبحانه على المعلوم حين وجد المعلوم في الخارج ، فالمراد ظهر ما في قلوبهم ، وهذا الظهور كان معلوما لله تعالى ، وعلى هذا «فالفاء» في فعلم ، للترتيب الكلامي لا الترتيب الخارجي (فَأَنْزَلَ) الله جزاء لبيعتهم (السَّكِينَةَ) سكون النفس (عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ) وأعطاهم ثوابا لذلك (فَتْحاً قَرِيباً) هو فتحهم لخيبر بعد انصرافهم من الحديبية.
[٢٠] (وَ) أثابهم (مَغانِمَ) غنائم (كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها) من خيبر (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) غالبا على أمره (حَكِيماً) يفعل الأشياء حسب المصلحة والحكمة ، فحركة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الحديبية ، أفادت طغى القبائل في أهل مكة حيث منعوا عن الحرم ، كما فتحت الطريق أمام فتح مكة حيث أن نقض المشركين للعهد أعطى الزمام بيد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليهاجم