وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢٠) وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها
____________________________________
مكة دفاعا ، وكذلك كرس ـ منعهم عن الحج ـ نفوسهم إلى التصميم على فتح خيبر.
[٢١] (وَعَدَكُمُ اللهُ) أيها المسلمون (مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها) وهي المغانم التي حصل ويحصل عليها المسلمون منذ الحديبية إلى يوم القيامة (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) مغانم خيبر (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) أيدي أهل خيبر فلم يقدروا على محاربتكم ، إذ أنهم ذهلوا وسقط في أيديهم فلم يحاربوا بقدر قواهم الواقعية (وَلِتَكُونَ) هذه الغنائم ، وكف أيدي الناس (آيَةً) علامة (لِلْمُؤْمِنِينَ) فظهر صدق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث أخبرهم قبل خيبر أنهم سيغلبون ويغنمون غنائم كثيرة ، والظاهر أن «لتكون» عطف على مقدر يفهم من الكلام السابق فكأنه قال «عجل الغنيمة وكف الأعداء» لتنتفعوا ماديا ، ولتكون آية لتنتفعوا معنويا (وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) عطف على «لتكون» إذ المعونة المادية والمعنوية تزيد الإنسان صلابة للاستقامة في الطريق ، فقد تقدم أن كل خطوة في الحياة ، إما مستقيمة أو منحرفة.
[٢٢] (وَأُخْرى) عطف على «هذه» أي عجل لكم غنائم خيبر وادخر لكم غنائم أخرى هي غنائم هوازن (لَمْ تَقْدِرُوا) بعد (عَلَيْها) لأنه لم تقع حرب هوازن بعد (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) أي استولى عليها بالعلم والقدرة