وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢١) وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٢٢) سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ
____________________________________
مثل الدائرة المحيطة بالشيء حيث لا يقدر ذلك الشيء التخلص من تلك الدائرة (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) فسيرشدكم على كيفية التسلط على تلك الغنائم ، وهذا إما إخبار بالغيب أو أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعرفه بتجسس تجمع المشركين للقضاء على المسلمين ، فإن للحرب أرصادا في الغالب.
[٢٣] إن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم صالح في الحديبية ، وحارب مع أهل خيبر ، وقد اجتمع لمناصرة خيبر حلفاؤهم ، لكنهم لما رأوا قوة الرسول انهزموا (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من حلفاء خيبر (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) وانهزموا وانكسروا في القتال ، وذلك لوضوح أنه لو انهزمت القوة الأقوى لانهزمت القوة الأضعف (ثُمَّ لا يَجِدُونَ) أولئك الحلفاء (وَلِيًّا) يلي أمورهم بالتوسط إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإعطائهم المعلومات ونحوها كما يفعل أولياء كل جماعة بهم (وَلا نَصِيراً) ينصرهم في حربهم مع الرسول.
[٢٤] هذه هي (سُنَّةَ اللهِ) طريقته حيث ينصر أوليائه على أعدائه ، ويعطي الأولياء غنائم الأعداء (الَّتِي قَدْ خَلَتْ) مضت (مِنْ قَبْلُ) في سائر الأنبياء عليهمالسلام ، وإن قلت فكيف كان يقتل الكفار الأنبياء ، قلت كانوا يتسلطون عليهم حيث لا يكون للنبي جماعة مدافعة ، أما إذا كانت فسنة الله نصرة الأنبياء ، لا يقال إذا لا فرق بين الأنبياء عليهمالسلام وبين غيرهم ، لأنه يقال الفرق إن الأنبياء ينتصرون ولو بدون مكافئة القوى بخلاف