وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٢٣) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٢٤) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا
____________________________________
غير الأنبياء عليهمالسلام. إن قلت وكذلك بعض الأمم الضعيفة تغلب على الأمم القوية قلت : إذا أخذت الغلبة بالمعنى المادي أي تبديل أناس في الحكم بأناس آخرين فقط بدون تغيير النظام فهي موجودة في أي فئة قليلة مصممة تغلب فئة كثيرة غير مصممة ، أما إذا أخذت بالمعنى المادي والمعنوي فتلك خاصة بأهل الله تعالى (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) إذ إن قوانين الله في الحياة لا تتغير ، فهي جارية إلى زوال الحياة عن الأرض.
[٢٥] ثم بين سبحانه فلسفة الصلح في الحديبية ، ولتوضيح أن النصرة كانت هناك للمؤمنين ـ حسب سنة الله ـ وإنما يقاتل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لا لخوف الانهزام بل لمصلحة أخرى (وَهُوَ) الله سبحانه (الَّذِي كَفَ) منع (أَيْدِيَهُمْ) أيدي الكفار (عَنْكُمْ) فلم يتجرءوا على قتالكم (وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ) فقبلتم الصلح وتركتم الحرب (بِبَطْنِ مَكَّةَ) مركز العداوة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم تقع الحرب في بطن مكة (مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) فبعد أن كانوا يغزونكم في المدينة طلبوا منكم الصلح في الحديبية وهذا ظفر معنوي (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) حيث أطعتم الرسول بعدم الحرب ، مع أن رأيكم كان الحرب ، وكنتم ترون عدم الحرب انهزاما.
[٢٦] وقد كان أهل مكة مستحقين للحرب لأنهم (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله