لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ
____________________________________
في حرب أهل مكة لو لا خوف سحق المؤمنين (لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) من الذين يحاربون ، فظاهر «ليدخل» أنه تعليل للجواب المحذوف ، ففي الآية معلولان «الحرب» و «الكف» وعلتان «الإدخال في الرحمة للأول» و «خوف السحق للثاني» لكن لما كان الثاني أهم ، رجحه سبحانه على الأول ، ثم أكد سبحانه أن الكف عن الحرب كان لخوف سحق المؤمنين بقوله (لَوْ تَزَيَّلُوا) تفرقوا وتميز المسلم عن الكافر ـ في أهل مكة ـ (لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ) من أهل مكة ـ في قبال الذين آمنوا منهم ـ (عَذاباً أَلِيماً) مؤلما ، بالقتل والأسر وغنيمة الأموال.
[٢٧] وقد كان كف الله أيديكم عنهم وحتى لا تقع الحرب (إِذْ) في زمان (جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ) أي الكبر والأنفة (حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ) فإن «الحمية» مشتقة الحمى ، وقد تستعمل لحمية الخير ، وقد تستعمل لحمية الشر ، ولذا بينه سبحانه ، بأنها كانت حمية الجاهلية ، إذ الجاهل يحمي عن الباطل ، وذلك لأنه بعد أن تقرر الصلح بين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين رسول المشركين «في الحديبية» قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة ... فقال سهيل بن عمر «رسول المشركين» بل اكتب «باسمك اللهم» ـ وذلك لأنهم كانوا يكرهون اسم الرحمن لجهلهم ـ ولا تكتب رسول الله ، لأنا لو عرفناه