فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٢٦)
____________________________________
رسولا ما حاربناه ... فأمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام أن يكتب كما قال سهيل ، ولو لا مسامحة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لاشتعلت نار الحرب (١) فقد جعل رسول المشركين في قلبه حمية الجاهلية لكن (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ) سكونه (عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) فلم يصروا على كيفية كتابة كتاب الصلح (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) فجنحوا إلى الخوف من الله في أن لا ينساقوا وراء الكبر فتقع الحرب ، ويسحق المؤمنون المجهولون الذين كانوا بمكة ، و «السكينة» هي حلم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنون ، في حال قدرتهم على الحرب والمراد بالكلمة «الشعار» فإن المؤمنين جعلوا شعارهم التقوى ، فكلما وقعت مشكلة ، التفوا حول هذا الشعار (وَكانُوا) الرسول والمؤمنون (أَحَقَّ بِها) من المشركين ، لأن المؤمن أحق بتجنيب المزالق من غير المؤمن (وَ) كانوا (أَهْلَها) أهل التقوى ، من قبيل قولنا : أهل الرجل أحق باتباع الرجل (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) يعلم ما يفعله المؤمنون من جهة تقواهم ، فيثيبهم عليه ، كما يعلم ما يفعله الكفار من جهة حميتهم فيعاقبهم عليه.
[٢٨] كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل خروجه إلى الحديبية رأى في المنام أنه والمؤمنين معه دخلوا المسجد الحرام ، فنقل رؤياه للمؤمنين ، ولما
__________________
(١) راجع وقعة صفين : ص ٥٠٩.