وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)
____________________________________
درجة رفع صوتكم أكثر من درجة رفع النبي صوته ، مثلا يصل صوت النبي إلى ذراع ويصل صوتكم إلى ذراعين بل اللازم أن يكون صوتكم أخفض من صوته أو مساويا له (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ) للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكأنه جيء ب «له» لبيان أن إجهارهم كان لأجله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى يسمع كلامهم ـ بزعمهم ـ (بِالْقَوْلِ) عند التكلم (كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) عند ما يكلم بعضكم بعضا فإذا كان صلىاللهعليهوآلهوسلم ساكتا فأردتم أن تكلموه تكلموا بأدب وخضوع وخفض صوت ، لا كما يكلم بعضكم بعضا من الجهر ورفع الصوت الخارجين عن أدب التكلم مع الكبار ، وإنما لا تفعلوا ذلك ل (أَنْ) لا (تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ) فإن سوء الأدب مع الرسول يوجب حبط العمل (وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) أنها محبطة.
[٤] (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ) يخفضونها ولا يرفعونها ، بقدر صوت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا أكثر من صوته ، سواء كان صلىاللهعليهوآلهوسلم في حال التكلم ، أو كان ساكتا (عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) سواء تكلموا معه صلىاللهعليهوآلهوسلم أو مع إنسان آخر من الذين عنده (أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى) جرّبها لها ومرّنها عليها ، أي ظهرت تقوى قلوبهم لأن أعمال الجوارح تابعة للقلب (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) غفران لذنوبهم لتأدبهم بهذا الأدب الرفيع عند الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) ثواب جزيل ،