فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٠)
____________________________________
الإسلام في العداء الذي وقع بينها وبين الطائفة الأخرى (فَأَصْلِحُوا) أيها المؤمنون الخارجون عن المعركة (بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ) فإن الإصلاح يمكن أن يكون بالجور ، بأن تقبل الطائفة الأضعف بما يوجب هضم بعض حقها (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الذين يحكمون بالقسط وقد ورد في بعض التفاسير أن الآية نزلت في قتال حدث بين الأوس والخزرج بالسعف والنعال ، وكان ذلك في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأصلح بين الجانبين (١) ، ولا يخفى أن ما ورد في تأويل الآية بقتال الإمام في البصرة ، لا يدل على إيمان من حاربه ، إلا بالمعنى العام للإيمان ، إذ كثير ما يطلق الإيمان على الظاهري منه.
[١١] (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) في الإيمان فكما أن الأخ النسبي يحنو على أخيه كذلك المؤمن يحنو على المؤمن (فَأَصْلِحُوا) أيها المؤمنون (بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) إذا حدث بينهما شقاق وشجار (وَاتَّقُوا اللهَ) خافوه فلا تنازعوا ، وإن تنازع اثنان منكم فلا تتركوهما أعداء بل أصلحوا بينهما (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فإن المتقي لا يعلم هل يموت على التقوى وهل يبقى على التقوى في مستقبل عمره ، فكونه مرحوما ليس مقطوعا به ، بل لعله يرحم.
[١٢] وإذ كان المؤمنون إخوة ، فاللازم عليهم أن لا يفعل البعض ما يسيء
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ص ٢٢٠.