وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨) وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ
____________________________________
وسلكوا طريق العقل والفكر (وَنِعْمَةً) الإعطاء فضل ، والمعطي ـ بصيغة المفعول ـ نعمة ، تسبب أن ينعم بال الإنسان (وَاللهُ عَلِيمٌ) بأحوال الملتفين حول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولذا جعل بعضهم بحيث حبب إليهم الإيمان وكره إليهم الكفر والعصيان (حَكِيمٌ) يضع الأشياء موضعها ويعطي كل ذي حق حقه.
[١٠] وحيث كان الانسياق وراء قول الوليد يوجب اقتتال المؤمنين ، بعضهم مع بعض ، لكن الله عصم رسوله ، فلم تقع مثل هذه الحرب ، كأن الكلام محل سؤال أنه إذا وقعت مثل هذه الحرب فما ذا هو التكليف؟ وقد أجاب القرآن عن ذلك بقوله (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) الجمع باعتبار المعنى ، فإن كل طائفة تتكون من جماعة من الأفراد (فَأَصْلِحُوا) أيها المسلمون الخارجون عن المعركة (بَيْنَهُما) بالنصيحة والدعوة إلى الكف عن القتال والتصالح فيما بينهما (فَإِنْ) لم تقبل إحداهما النصح بل (بَغَتْ) من البغي بمعنى الظلم والتعدي (إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى) وهذا هو الغالب أن تكون إحداهما باغية ظالمة ، فإن قوله «فإن بغت» ليس المراد به أنه ليس من أول النزاع باطل وحق ، إذ لا يعقل حقان متقاتلان ، بل الجاهل منهما ببطلانه ، يظهر له جهله في الأثناء ، ويعلم أنه باغ (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ) ترجع (إِلى أَمْرِ اللهِ) بالكف عن القتال والرجوع إلى الوحدة الإسلامية (فَإِنْ فاءَتْ) وتركت القتال واستعدت لأن تقبل حكم