وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلاً مِنَ اللهِ
____________________________________
للمؤمنين الذين يشيرون إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم بآرائهم ، لا يسبب لأولئك المؤمنين كراهية للإيمان أو للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن العادة عند الناس أن كبراءهم إذا لم يقضوا حوائجهم كرهوهم ، بل أحيانا صاروا ضد أولئك الكبراء ، لكن المؤمنين ليسوا كذلك ، فليس التفافكم أيها المؤمنون حول الرسول ، لإطاعته لكم ولأخذه بأقوالكم (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ) وصرتم تحبون الإيمان حتى صرتم تحبون الرسول ، وإن لم يأخذ بنصائحكم وإرشاداتكم (وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) قد يكون الشيء محبوبا لكنه غير مزين ، كولد الإنسان القبيح المنظر ، وقد يكون محبوبا وجميلا ، كولده الجميل ، وهكذا الإيمان محبوب وجميل ، وذلك حيث خلق الله فطرة الإنسان ، بحيث يحب المحبوب ويرى جمال الجميل ، ولذا نسب الفعلين «حبب ... وزين» إلى نفسه تعالى (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ) جعله مكروها (وَالْفُسُوقَ) أي الكذب ، وقرينة (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ) وأصل الفسوق الخروج ، ويسمى الفاسق فاسقا لخروجه عن الطاعة (وَالْعِصْيانَ) كل معصية و (أُولئِكَ) الذين يحبون الإيمان ويكرهون الكفر والعصيان (هُمُ الرَّاشِدُونَ) لهم رشد عقلي ، حيث يحبون الجميل ، ويكرهون القبيح.
[٩] حبب الله إليهم الإيمان ، وكره إليهم الكفر والعصيان (فَضْلاً مِنَ اللهِ) زيادة على أصل خلقتهم وإعطائهم النعم المادية ، وإنما تفضل الله ذلك عليهم ، دون الكافرين والعصاة ، لأنهم تهيئوا لاستماع كلام الله