كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢) وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤) أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ
____________________________________
[١٣] وإن كذبك هؤلاء الكفار ، يا رسول الله ، فلا تغتم ، فإنا سوف نجازي المكذبين (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) قبل كفار مكة (قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِ) الذين رسوا نبيهم في الأرض وأقبروه حيّا ، وكانت مدنهم بين إيران وروسيا ، وكانوا على نهر يسمى إلى اليوم بنهر «أرس» وتفصيل القصة مذكورة في قصص الأنبياء وفي التفاسير كتفسير الصافي في سورة الفرقان (١) (وَثَمُودُ) قوم صالح عليهالسلام.
[١٤] (وَعادٌ) هم قوم هود عليهالسلام (وَ) قوم (فِرْعَوْنُ) فإنه قد يطلق اسم الكبير على كل قومه (وَإِخْوانُ لُوطٍ) عليهالسلام ولعل التعبير بالإخوان لأجل التفنن البلاغي ، كما أن الظاهر أنه لأجله ، اختلف التعبير بقوم وأصحاب ، وذكر فرعون ، إلى غير ذلك.
[١٥] (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) الغيضة وهم قوم شعيب عليهالسلام (وَقَوْمُ تُبَّعٍ) وحيث سبق تفاصيل قصص هؤلاء لم نكررها (كُلٌ) كل هؤلاء (كَذَّبَ الرُّسُلَ) المرسلة إليهم (فَحَقَ) فثبت وحل (وَعِيدِ) وعيدي عليهم بالعذاب ، وفي هذا تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وتهديد لهم.
[١٦] (أَفَعَيِينا) هل عجزنا (بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) أي هل أصابنا العجز بعد أن خلقنا الخلق أولا ، وفي بعض التفاسير أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة؟ (٢) لكن المتبادر من الآية ما ذكرناه (بَلْ هُمْ) لا ينكرون
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٤ ص ١٣.
(٢) مجمع البيان : ج ٩ ص ٢٣٩.