وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (١١)
____________________________________
التبصرة والتذكرة ، أن الأولى لمن لا يعرف فيكون ما خلق سبب عرفانه ، والثانية لمن عرف ونسي فيكون ما خلق سبب تذكرته.
[١٠] (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) المطر (مُبارَكاً) كثير البركة ، والبركة من «برك» بمعنى ثبت ودام فإن ماء السماء دائم لأنه يختزن في فجاج الأرض فيكون عيونا وأنهارا ، فينتفع به الإنسان طول حياته (فَأَنْبَتْنا بِهِ) بماء السماء (جَنَّاتٍ) بساتين للجمال والانتفاع بمختلف الانتفاعات (وَحَبَّ الْحَصِيدِ) حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد ، كالحنطة والشعير وغيرهما.
[١١] (وَ) أنبتنا به (النَّخْلَ باسِقاتٍ) أي طوالا ، والمراد بالنخل جنسه ، ولذا جاءت صفته جمعا (لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) منضود بعضه فوق بعض ، والطلع وعاء الثمر.
[١٢] أنبتناها (رِزْقاً لِلْعِبادِ) والرزق يشمل الرؤية أيضا ، لأن كل ما يعطيه الله للإنسان مما يتمتع بمنظره أو بشمه أو بأكله أو بلبسه أو غير ذلك ، فهو رزق ، والمراد بالعباد أعم من الإنسان والحيوان ، لأن كل ذي روح عبد لله (وَأَحْيَيْنا بِهِ) بذلك الماء الذي أنزلناه من السماء (بَلْدَةً مَيْتاً) أرضا ميتة لا زرع فيها ولا ما يتبع الزرع من الإنسان والحيوان ، وحياة الأرض تحركها والتحرك عليها ، وسمى الأرض بلدة ، مجازا بالمشارفة لأن الماء يجعل الأرض بلدا (كَذلِكَ) كما أخرجنا من السماء الماء ومن الأرض النبات (الْخُرُوجُ) تخرجون أنتم من قبوركم عند بعثكم.