أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (٦) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨)
____________________________________
فتارة يقولون أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم شاعر ، وتارة كاهن وتارة مسحور ، وتارة ساحر ، وتارة يعلمه بشر ، وذلك يدل على أنهم لا يستندون إلى حجة.
[٧] (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا) حين كفروا بالله ، وبقدرته على البعث (إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ) ألا يدل ذلك على الإله العليم والقدير؟ وهل من علمه وقدرته إلى هذا الحد ألا يقدر على البعث؟ (كَيْفَ بَنَيْناها)؟ فإن نظام تسيير الكواكب الدقيق من أغرب البناءات (وَزَيَّنَّاها) بالكواكب (وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ) فرجة خالية عن النظام ، والدليل على عدم الفرجة ، أن الكواكب تسير بانتظام معين على طول الزمان ، ولو كان مكان في السماء بدون نظام كان الكوكب إذا وصل إليه سبّب اضطرابه ، ولكن هذا ما ليس بموجود.
[٨] (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) بسطناها ، فهي مدورة لا مثل الإبرة والهرم وما أشبه مما ليس قابلا للسكنى (وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) جمع راسية ، وهي الجبل ، أي الجبال الثابتة ، والإلقاء بمعنى الخلق من قبيل قولهم «ضيق فم الركية» فليس المراد الإلقاء بعد خلق الأرض ، ولو لا الجبال لتفتت الأرض في دورانها السريع (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) من كل صنف (بَهِيجٍ) يبتهج به الإنسان ويفرح عند النظر إليه ، لحسنه وجماله.
[٩] وإنما فعلنا كل ذلك (تَبْصِرَةً) ليتبصر به (وَذِكْرى) وليتذكر به (لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) راجع إلى ربه عن غفلته مفكر في بدائع خلقه ، والفرق بين