أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦)
____________________________________
ظاهر الآية مع الغض عما يأتي والله العالم ، (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ) «إنما أتي بصيغة المبالغة» ولم يقل كافر ، دلالة على أن كل كافر كفار ، لأن استمراره في الكفر أوجب شدة كفره (عَنِيدٍ) معاند للحق ، لأن غير المعاند الذي كفر عن جهل ليس مقامه جهنم ، وفي دعاء الكميل «أن تخلد فيها المعاندين» وإلا فلو كان غير معاند يمتحن يوم القيامة ، كما ورد في جملة من الروايات الواردة في من كان في الفترة بين الرسل وطفل الكافر والمجنون إلى غير ذلك.
[٢٦] (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) كما هي صفة الكفار العنيد ، يمنع عن إسلام أحد وعن أن يوصل أحد إلى المسلمين بخير ، والخير جنس شامل لكل خير (مُعْتَدٍ) متعدّ عن حدّه ، وهي صفة ثانية ملازمة للكفار العنيد (مُرِيبٍ) كثير الريب والشك وهذه صفة ثالثة له إذ المعاند دائما في ريب ووسواس ، كما يظهر ذلك لمن راقب أحوال المعاندين ، فإن كبرياء المعاند الذي يلازمه يجعله يشك دائما في أصدقائه وأصحابه لئلا يميلوا إلى الحق ، وهكذا هو شأن كل مستكبر ومستعلي.
[٢٧] (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) بيان للكفار ، ويشمل ما إذا كان ملحدا لا يعترف بالله ، لأن معبوده مهما كان «حتى إذا كان هواه» فهو إليه مجعول مع الله وما إذا كان مشركا ، لأنه أشرك بالله غيره (فَأَلْقِياهُ) أيها الشاهد والسائق (فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ) شدته ، لأجل شدة كفره وعناده ، وتكرار «ألقيا» للدلالة على استحقاقه ، حتى لا يتوهم متوهم