قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ
____________________________________
أنه ليس بمستحق ، كما تقول أضرب زيدا أضربه ، فإن الثاني لإفادة قطعية استحقاقه.
[٢٨] وهنا يأخذ الكافر والشيطان القرين له في التنازع الكافر يقول للشيطان أنت كنت سبب ضلالي والشيطان يرد عليه بأنك كنت ضالا بنفسك وإنما أنا أعنتك فقط (قالَ قَرِينُهُ) الشيطان المقترن معه كما قال سبحانه (نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (١) لوضوح أن الجنس يميل مع جنسه (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ) أنه ما سببت طغيانه ، فلا تعذبني عذاب من أضل غيره (وَلكِنْ كانَ) الكافر بنفسه (فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) أي بعيد عن الحق ، لأن الضال إذا كان قريبا من الجادة رجي أن يهتدي إليها ، أما الضال البعيد عن الجادة ، فلا يرجى هدايته ، فهناك مخاصمة بين الشيطان والكافر كلّ يلقي اللوم على الآخر.
[٢٩] ويجيبهم الله ، بأنه لا تنفع الخصومة ، وإنما لكلّ قسطه من العذاب (قالَ) الله (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ) في موقف الحساب ، فإنه لا فائدة فيها (وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ) في كتبي المنزلة وعلى لسان أنبيائي المرسلين (بِالْوَعِيدِ) وأن من عصى كان جزاءه جهنم ، وكلاكما عاصيان ، ولا حجة لكما.
[٣٠] (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) فلا يقع الخلف في وعيدي بإدخال الكافر
__________________
(١) الزخرف : ٣٧.