وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣)
____________________________________
عشرة أذرع ، أو في نار مساحتها ألف ذراع فإن الكثرة تلقي في النفس رهبة ، وإن كانت نتيجة الاحتراق واحدة «ويحتمل في الآية معنى آخر مذكور في التفاسير».
[٣٢] وحيث عرفنا أحوال الكافر وعاقبته في دخوله النار ، فلنعرف أحوال المؤمنين ودخولهم الجنة (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ) قربت إليهم ، إما من باب «القرب» أي قربوا إلى الجنة ، أو أنه حقيقة يؤتى بالجنة إلى قرب المحشر (لِلْمُتَّقِينَ) في قبال إلقاء الكفار في النار ، في حال كونها (غَيْرَ بَعِيدٍ) وحيث أن الإنسان لا يذهب إلى العذاب فإنه يلقى فيه أما النعيم فإن الإنسان يذهب إليه ولذا لم يقل «دخل الجنة» بل جاء بما ظاهره التدرج إلى دخولها.
[٣٣] ويقال للمتقين بعد ما يرون الجنة (هذا ما تُوعَدُونَ) ما كنتم وعدتم به في دار الدنيا (لِكُلِّ أَوَّابٍ) من آب بمعنى رجع ، أي كثير الرجوع إلى الله بالتوبة والتذكر ، فإنه لحظة غفلة عن الله ـ ولو بالاشتغال بالمباحات ـ بعد عن قربه سبحانه (حَفِيظٍ) يحفظ حدود الله سبحانه ، فجهنم للكافر العنيد ، والجنة للأواب الحفيظ.
[٣٤] والأواب الحفيظ هو (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) فمع أنه يعلم أن الله رحمن مع ذلك يخشاه ، وإن كان المؤمنون الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر غائبين عنه ، فلا يترك العصيان خوفا من الإنسان ، وإنما خوفا من الله الغائب عنه (وَجاءَ) إلى المحشر (بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) من أناب بمعنى تاب ، وليس «منيب» و «خشي» تكرارا ، إذ قد