فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩)
____________________________________
صنوف الخلائق (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) اليوم قطعة من الزمان ، وإن كان خمسين ألف سنة كما في قوله سبحانه (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (١) وقد دلت بعض التجارب العلمية على أن اكتمال خلق السماوات والأرض بهذه الصورة الحالية ، استوعب ستة مليارات «كل مليار ألف مليون» من السنوات «سنة بتقديرنا الحاضر» والعلم عند الله (وَما مَسَّنا) حتى مجرد المس «وهو ما لا يدخل في الأعماق» (مِنْ لُغُوبٍ) من تعب وإعياء ، وقد زعم اليهود أن الله تعالى بدأ الخلق يوم الأحد وانتهى في يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستلقى على العرش.
[٤٠] (فَاصْبِرْ) يا رسول الله (عَلى ما يَقُولُونَ) من التكذيب بالتوحيد وبالرسالة وبالبعث (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) نزه الله عما لا يليق ، مصاحبا تنزيهك بتحميده مما يليق بعظمته ، فالحمد ذكر الحسن ، والتسبيح التنزيه عن الشيء ، و «الباء» للمصاحبة ، وتقديم التنزيه ، لوضوح أن الأرض لا تزرع إلا بعد تنظيفها والقلب لا يكون مبعث الخير ، إلا بعد تنزيهه عن الصفات السيئة ، وكذلك جاءت كلمة التوحيد فأولا «لا إله» نفي الشرك ثم «إلا الله» والسرّ أن العدم مقدم على الوجود دائما ، وعلى هذا جرى قوله «وسبح ...» (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) حيث يبتدئ يوم جديد بنعمة جديدة (وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) حيث انتهى اليوم بسلام
__________________
(١) المعارج : ٥.