وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠)
____________________________________
قوة الباني ، وقوة بنائه ، ثم إنا لم نستنفد قوانا في بناء ما يشاهدون (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) السماء ، وقد دل علم الفلك الحديث على أن الكون في توسع دائم.
[٤٩] (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) جعلناها فراشا لتستقروا عليها وتنتفعوا بها (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) نحن الذين مهدنا لكم الأرض.
[٥٠] (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) من أصناف الحيوان وأصناف النبات وحتى أصناف الماء حلو ومالح وشبهه كالسماء والأرض والليل والنهار إلى غير ذلك (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فعلنا كل ذلك من خلق السماء والأرض والأزواج لأجل أن تتذكروا فتعرفوا الخالق وتعبدوه ، ثم إنه لا منافاة بين تعدد الغاية فالخلق لأجل تطلبها الفيض والله فياض مطلق ولأجل تذكر الإنسان كما إذا سافر الإنسان لأجل صحة مزاجه ولأجل تنزهه.
[٥١] وإذ عرفتم الله وعلمتم أنه يثيب المطيع ويعاقب العاصي (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) فكما أن من يطارده الأسد يفر ، كذلك من طاردته الذنوب لزم عليه أن يفر بالأعمال الصالحة ، وسرعة الإتيان بها بمثابة الفرار ، إلى ثواب الله وطاعته (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ) أي من قبل الله (نَذِيرٌ) أنذركم إن بقيتم في الكفر والعصيان تلحقكم نتائج سيئاتكم (مُبِينٌ) واضح لوضوح الأدلة التي تدل على نبوته صلىاللهعليهوآلهوسلم.