وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥)
____________________________________
[٢] (وَالنَّجْمِ) قسما بالنجم ، والمنصرف جنس النجم (إِذا هَوى) نحو المغيب ، من وسط السماء ، أو من الأفق.
[٣] (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) ما عدل هو عن الطريق المستقيم ، ولعل وجه القسم بالنجم ، أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نجم معنوي في كل أحواله ، كما أن النجم نجم حتى في حال هويه ، (وَما غَوى) الناس في دعوته إلى الله ، بل هو مهتد في نفسه ودعوته للناس دعوة إلى الرشد.
[٤] (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) عن هوى النفس وميوله الشخصية كما كان الكافرون يقولون «تقوّله».
[٥] (إِنْ) ما (هُوَ) الذي نطق به من القرآن وسائر إخباره عن الله تعالى (إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) إليه من جانب الله وهل الوحي وقتي ، أو مستمر وإنما جهاز الاستقبال وقتي مثله مثل نور الشمس المستمرة منذ أن خلقت ، وإنما إذا وجدت زجاجة مقعرة أخذته وأحرقت به ما ينعكس إليه النور منها ، فحالة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الخاصة تأخذ الوحي المناسب في الوقت المناسب ، احتمالان : وإن كان ظاهر الأدلة الأول.
[٦] (عَلَّمَهُ) أي علم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالوحي (شَدِيدُ الْقُوى) جبرئيل ، فإن للملك قوى كما للإنسان قوى ، وقوى الملك شديدة ، مثلا علمه كثير ، ولا ينسى ، وقدرته كثيرة ولا تضعف إلى غير ذلك ، وظاهر الآية بسياق الآيات الآتية أن المراد به جبرئيل عليهالسلام.