ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (٧) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (٩) فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (١٠)
____________________________________
[٧] (ذُو مِرَّةٍ) ذو قوة ، وأصل المرة خلط في العروق ، كالصفراء والسوداء ، وسمي مرة لقوة البدن به ، ثم استعملت في أصل القوة ، فكأنه قال مرة «قواه شديدة» ومرة «قوى بمجموعة» أو المراد بذي مرة حصانة في عقله ورأيه فالأول : لقواه المادية. والثاني : لقوته العقلية ، فلما أراد أن ينزل الوحي على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَاسْتَوى) استولى على الأرض لإتيان الوحي.
[٨] (وَهُوَ) جبرئيل عليهالسلام (بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) مكانه في أعالي السماوات.
[٩] (ثُمَّ دَنا) جبرئيل إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَتَدَلَّى) في الهواء ، تدلي الدلو في البئر ، وأصل التدلي استرسال مع تعلق ، ولعل هذا التعبير باعتبار تعلق جبرئيل عليهالسلام بالأعلى تعلقا.
[١٠] (فَكانَ) جبرئيل من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (قابَ قَوْسَيْنِ) فإن قوسين إذا التصقت إحداهما بالأخرى يكون عرضهما مقدار ذراعين لأن «قاب» كل قوس مقدار ذراع تقريبا ، و «القاب» عبارة عن الفاصل بين رأسي القوس الواحد ، والمراد من هذه الآية ـ حسب الظاهر ـ إن قرب جبرئيل من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان بقدر ذراعين (أَوْ أَدْنى) ولعله كان يقترب ويبتعد ، كما هي عادة كل متكلّمين.
[١١] (فَأَوْحى) الله في هذه الحالة (إِلى عَبْدِهِ) الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (ما أَوْحى) ما أراد وحيه ، أو المراد ، ب «أوحى» جبرئيل ، مثل (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ