ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (١٥)
____________________________________
الْمَوْتِ) (١) أما الضمير في عبده راجع إلى الله سبحانه ، وفي تفسير الآية ذكر مصاديق وتأويلات لا تنافي ظاهرها الذي ذكرناه.
[١٢] (ما كَذَبَ الْفُؤادُ) فؤاد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (ما رَأى) من جبرئيل وسمع من الوحي ، إذ قد يكذب الفؤاد الحواس ، كأن يرى الإنسان الشمس والقمر صغيرين ، أو ماء البحر أسود ، لكن القلب يقول ليس كما رأيت ، فالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى جبرئيل بعينه وعرف صدق رؤيته بقلبه.
[١٣] (أَفَتُمارُونَهُ) أي أيها الكفار هل تجادلون محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَلى ما يَرى) ما رآه فتقولون له : قد اشتبهت ولم يكن جبرئيل؟ ولعل الإتيان ب «يرى» بصيغة المستقبل ، لاستمرار علم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى وقت الكلام ، بأن ما رآه كان صدقا ، لا خيالا.
[١٤] وهل يمكن أن يكون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد اشتبه (وَ) الحال أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (لَقَدْ رَآهُ) رأى جبرئيل (نَزْلَةً أُخْرى) حين نزل بالوحي إليه مرة ثانية ، والاشتباه لا يمكن مرتين.
[١٥] وكانت رؤيته صلىاللهعليهوآلهوسلم الثانية لجبرئيل عليهالسلام (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) «المنتهى» مضاف إليه ، لعل المراد انتهاء عالم الدنيا إلى هناك بقرينة.
[١٦] (عِنْدَها) أي عند تلك السدرة (جَنَّةُ الْمَأْوى) التي يأوي إليها
__________________
(١) السجدة : ١٢.