ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى (٣٠) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ
____________________________________
ولا يعتقد بالآخرة حتى يعمل لها ، فهو منكر للتوحيد ، ومنكر للمعاد.
[٣١] (ذلِكَ) انحصار فكرهم في الدنيا ، من دون نفوذ علمهم إلى المبدأ ولا إلى المعاد (مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) قدر بلوغ علمهم فهو علم ضيّق محدود منحرف ، فلا تتعب نفسك يا رسول الله مع هؤلاء فإن الله يعلم حالهم وسوف يجازيهم (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) أي أنفذ علما فيعلم خصوصياتهم وكل دقائقهم (وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) فيجازي كلا حسب عقيدته وعمله.
[٣٢] (وَلِلَّهِ ما) أي الذي (فِي السَّماواتِ وَما) أي الذي (فِي الْأَرْضِ) أي كل شيء فيهما ملكا وخلقا (لِيَجْزِيَ) الله (الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا) والعمل يشمل عمل القلب أيضا لأن الاعتقاد عقد القلب على شيء خاص ، و «اللام» للعاقبة ، لا للعلّة ، مثله ، مثل (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا) (١) (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا) بالمثوبة الحسنى في الدنيا والآخرة.
[٣٣] ومن هم الذين أحسنوا؟ هم (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) الآثام الكبيرة والتي منها الكفر والشرك وعدم الإيمان بالرسول وبما جاء به الرسول وعدم الإيمان بالمعاد (وَالْفَواحِشَ) التي إثمها يتعدى إلى
__________________
(١) القصص : ٩.