إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢)
____________________________________
العذاب لكل قوم كذبوا ، وعظا لكفار قريش؟ فليس لهم أن يقولوا أن عذاب قوم نوح كان من القضايا الاتفاقية.
[٢٠] (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ) على عاد (رِيحاً صَرْصَراً) باردة شديدة البرد (فِي يَوْمِ نَحْسٍ) شؤم عليهم (مُسْتَمِرٍّ) استمر العذاب عليهم في ذلك اليوم حتى أهلكهم.
[٢١] (تَنْزِعُ) تقلع تلك الريح (النَّاسَ) قوم عاد ، من أماكنهم في الغرف وغيرها وكانت تفتح الأبواب وتخرج الناس إلى الساحات وترفعهم عن الأرض ثم تضربهم بها ، وكانت تقلع رؤوسهم عن أجسادهم فبقيت أجسادهم (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ) أصول (نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) منقلع عن مغارسه ، ولعلهم كانوا يلوون على أنفسهم من شدة الألم ولأن يجمعوا أنفسهم في قبال الريح ، ولذا شبهوا بأعجاز النخل.
[٢٢] (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ)؟ لعل وجه التكرار لأجل أن مثل هذا العذاب لا يمكن أن يحمل على أنه طبيعي ، وإن أمكن ذلك في الغرق.
[٢٣] (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) فلم نجعله كالكتب الفلسفية التي لا يفهمها الإنسان إلا بصعوبة بالغة (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟ من يتذكر فلا يعصي حتى لا يعذب كما عذب الأمم السابقة.