كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ
____________________________________
[٢٤] (كَذَّبَتْ) قبيلة (ثَمُودُ) قوم صالح عليهالسلام (بِالنُّذُرِ) جمع نذير أي الأنبياء إذ تكذيب نبي واحد هو تكذيب لكل الأنبياء.
[٢٥] (فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا) من جنسنا أو من قبيلتنا ، لأن صالح كان من قبيلتهم (واحِداً) لا تبع له (نَتَّبِعُهُ) ونقبل كلامه؟ هذا لا يكون (إِنَّا إِذاً) إذا اتبعنا بشرا واحدا (لَفِي ضَلالٍ) عن طريقة آبائنا (وَسُعُرٍ) جمع سعير ، أي نحرق بناره ، كما يقال فلان أحرق نفسه أي سبّب ضياع نفسه وماله ومستقبله ، إنهم ما كانوا يقتنعون بالبرهان ، بل كانوا يريدون أن يكون الهادي لهم من جنس أعلى كالملائكة لا «منا» أو لهم جماعة وسطوة وشوكة مثل أن يكون ملكا أو رئيس عشيرة.
[٢٦] (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ) الكتاب والوحي (عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا)؟ فلما ذا لم يلق الوحي إلي من هو أكثر منه مالا أو شخصية؟ (بَلْ هُوَ) صالح عليهالسلام (كَذَّابٌ) كثير الكذب في نسبة الوحي إلى نفسه (أَشِرٌ) حمله بطره على الترفع علينا بادعائه النبوة ، فإن المترفعين لما يعتادون الإشارة إلى الناس بالاستهزاء والسوء ، اشتق من مادة الإشارة ، الأشر بهذا المعنى.
[٢٧] (سَيَعْلَمُونَ غَداً) حين ينزل عليهم العذاب (مَنِ) هو (الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) هل هم الذين أكثروا من الكذب أم صالح النبي عليهالسلام؟.
[٢٨] (إِنَّا) أي الله سبحانه (مُرْسِلُوا النَّاقَةِ) مخرجوها من الجبل وباعثوها