يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ
____________________________________
(يُسْحَبُونَ) يجرون (فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ) فإنهم لما لم تخضع وجوههم للحق ، جوزوا بإذلال وجوههم في النار ، ويقال لهم زيادة في إهانتهم من جهة الشماتة (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) مسّه ، أي أصابه ، وسقر علم على جهنم.
[٥٠] وحيث إن الكفار كانوا يقولون : ائتنا بعذاب الله إن كنت صادقا ، أجابهم القرآن (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ) أي جعلناه (بِقَدَرٍ) بتقدير خاص ، فيوم القيامة ، وعذاب هؤلاء ، يأتي في الوقت المقدر لهما ، ولا نقدم العذاب حسب طلبهم فكما أن كل بذرة تعطي ثمرا ، فللثمرة بين زرعها وبين إثمارها زمان مقدر ، كذلك كل عمل إلى أن يعطي ثمره وجزاءه له وقت مقدر خاص.
[٥١] لكن إذا حان الوقت المقدر ، فلا تراجع فيه ولا بطء فيه (وَما أَمْرُنا) بعذابهم أو بغير ذلك (إِلَّا واحِدَةٌ) فلا حاجة للتكرار في الأمر ، كما لا تراجع منه إذا أمرنا وهو (كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) حركة البصر ، في السرعة فلا يحتاج إلى مقدمات فيجب أن يعرف هؤلاء الكفار أنه إذا حان عذابهم لا تراجع فيه ، كما أنه لا يأخذهم تدريجيا ليفكروا في الخلاص بل يأخذهم بغتة.
[٥٢] (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ) أشباهكم من الأمم ، وقد عرفتم كيف لم نتراجع حين أردنا عذابهم وكيف لم نتدرج في عذابهم بل أخذناهم