وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١)
____________________________________
ما أعظم حالهم إذ هم في خير سعادة وبركة.
[١٠] (وَ) صنف (أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) أصحاب الشؤم وهم أهل النار (ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) ما أعظم حالهم في العذاب ، مثل (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) (١).
[١١] (وَ) صنف (السَّابِقُونَ) ولا حاجة إلى ذكر التهويل في حالهم ، كالصنفين السابقين فإنهم معروفون بأنهم (السَّابِقُونَ) يسبقون إلى الجنة بغير حساب.
[١٢] (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) إلى رضوان الله سبحانه ، مما لم يلحقهم أحد من المؤمنين ، وهم الأنبياء والأوصياء والأولياء.
لا يقال إن صفاء جوهر الأنبياء والأوصياء سبب إطاعتهم ، فأية فضيلة لهم ولو كان غيرهم خلق صافي الجوهر لكان كذلك؟ لأنه يقال بالإضافة إلى أن خلق عدم صافي الجوهر يوجب نقصا في الخلق ، وبخلا عن الفيض ، وكلاهما تمتنع على الله ، أنهم إنما صفي جوهرهم لأنهم أجابوا بالطاعة في عالم الذر ، بما لم يجب غيرهم بمثلهم فلو فرض تساويهم مع غيرهم ، لكنهم أجابوا بالطاعة ، فصفي جوهرهم ، فكان ذلك جزاء العمل لا اعتباطا ، ولذا ورد في دعاء الندبة «بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا ذلك وعلمت منهم الوفاء ، فقبلتهم
__________________
(١) طه : ٧٩.