لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٦) آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ
____________________________________
بالشيء ولا نراه ، غير أن نعلم به ونراه ، أما كيفية رؤية الله فهي مجهولة مثل كيفية علمه وسائر الأمور المرتبطة بذاته تعالى.
[٦] (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أعاد ذكره لأن الآية السابقة كانت كالاستدلال لذلك ، بخلاف ما ذكره سبحانه أولا ، حيث إنه لم يتقدم له استدلال ـ في هذه السورة ـ (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) فإذا أراد الإنسان شيئا فإن قدره سبحانه صار وإلا لم يصر كما أن الموظفين إذا أرادوا شيئا أرجع إلى الرئيس إن قبله صار وإلا لم يصر ، وهذا كناية عن أن الإرادة النهائية له تعالى.
[٧] (يُولِجُ) يدخل الله (اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) أي يأخذ الليل مكان النهار ، إذا طال الليل ، أو المراد أن عمودا من الظلام يدخل في ضوء النهار ثم ينتشر الظلام إلى أن يأخذ الأفق ، فإن من يلاحظ الكرة الأرضية والشمس يعلم أن ظل الأرض كالعامود الذي يخترق نور الشمس (وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) فيه الاحتمالان السابقان ، ولذا يرى نور النهار أول الفجر كالخيط في طرف المشرق ، ثم يتوسع حتى يشمل النور الأفق (وَهُوَ) سبحانه (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) «الذات» الحقيقة ، وكأنه كناية عما في الصدور ، لا بد وأن يكون محيطا به عالما بما فيه.
[٨] (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) أيها الكفار ، أو عمّقوا إيمانكم أيها المؤمنون (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ) استخلفكم وجعلكم خلفاء لمن