وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤)
____________________________________
الخفي بحقيقته لا يعلم حقيقته إلا هو تعالى (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يعلم كل شيء ، كما أنه يقدر على كل شيء ـ كما تقدم في الآية السابقة ـ.
[٥] (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) اليوم قطعة من الزمان ولعل المراد ستة مليارات من السنوات فقد ثبت في بعض تحقيقات العلم الحديث خلقهما في مثل هذه المدة (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) استولى على عرش الإرادة إذ قبل ذلك كان من باب السالبة بانتفاء الموضوع ، فالاستواء على العرش كناية عن التصرف في الكون ، فهو مثل قول الشاعر :
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا |
|
شديدا بأعباء الخلافة كاهله |
هذا «الاستيلاء» من ناحية القدرة أما من ناحية العلم فإنه سبحانه (يَعْلَمُ ما يَلِجُ) يدخل (فِي الْأَرْضِ) كالبذر والميت (وَما يَخْرُجُ مِنْها) كالنبات والحيوان الذي يخلق تحت الأرض ثم يخرج منها (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) كالمطر (وَما يَعْرُجُ فِيها) يصعد إليها كالدخان والأبخرة (وَهُوَ مَعَكُمْ) علما وقدرة إذ علمه نافذ فينا وقدرته محيطة بنا (أَيْنَ ما كُنْتُمْ) في بر أو بحر في نور أم ظلام في عراء أو بناء (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يراكم ، والبصر غير العلم كما هو واضح فإن علمنا